اخبار السودان

بعض التصرفات مزعجة ..ملاحظات حول التعازي في سبعة نِقاط…

0 202
اخبار السودان

ملاحظتي ووجهة نظري العام حول التعازي في سبعة نِقاط…

صهيب كرمة،،،

نلاحظ في كثير من العزيات بعض التصرفات المُزعجة التي تصدر مِنّا وقت سماع نبأ وفاة، أو في لحظات الدفن بالمقبرة، من ونسات وأحاديث جانبية، أو حتي في فراش العزاء، دون مراعاة لشعور أهل المتوفي، عموما نورد أبرزها في هذه النقاط عسي ولعل ان نحِد منها سوياً والعمل علي ترقية سُلوكياتنا ومجتمعاتنا الخاطئة للأمام ، أعلم أن كثير من الناس الذين سيبنون آراءهم بصورة عاطفية سيكون لهم رأي آخر في بعض النقاط الذي سأورده، ولا أظن في أي بقعه في العالم انه يحدث عدم اللامُبالاء الذي يحدث هنا في السودان.

أولاً:لمن يموت ليك زول لاسمح الله، وإنت ماشي علي المقابر حاول إنك تغيّر نغمة عشّة الجبل، والموسيقا الصاخب العاملو نغمة رنين في جوالك، خاصةً وإنت عارف نفسك إنك حترجع وتلزم الفُراش في المسجد أو أمام البيت لإستقبال جُموع المُعزيين طوال اليوم، أو أعمل وضع ” صامت وهزّاز” دائم، كونو الهاتف يرِن فوق المقبرة أو مكان العزا في كُل مرة تكتم الصوت وتخلّيه دا حَل مؤقت، تأكد إنو حيرِن تاني وتالت الي أن ترُد له ويحدِث إزعاج لمن حَولك، غيّرها بنغمة تنبيه عادي.

ثانياً: حاوِل إنك تمنح أولوية للشخص الشايل الفاتحة وواقف قدامك، قدّر تعبو إنو وصلك لحدي الفُراش، حكاية إنك خاتي الجوال في عُنقك عاصِر علي روحك وقرب إنك تكسر رقبتك وشايل الفاتحة بيدينك من جهة، مع الزول الأمامك دا إسمو صاحب بالين “كضّاب” المتصل ممكن يعاود الإتصال مجدداً، لكن الوصلك ما ممكن يرجع ويجيك تاني عشان يعيد تعزيتو.

ثالثاً: لعامة الناس في الداخل والخارِج عندما تسمع نبأ وفاة شخص ما،لا تصِر علي إنك تعزي في نفس اللحظة عبر الهاتف خاصة مع أفراد الأسرة المكلومة أولاد المتوفي او اخوانه سوي بالإتصال في تلفوناتهم الخاصة أوعبر تلفون شخص ما مُقرب منهم راعو لشِعور الفقد والحُزن والصدمة في لحظتو وأصبرو عليهم شوية وأدوهم فترة بعد ما يروقو اتصلو وعزو معاهم براحة.

رابعاً: حاول إنك تصبّر ذوي المتوفي علي مرارة الفَقد، مهما كان علاقتك بالميت أو بالأسرة، إتملّك نفسك وقل “لاحولا ولاقوة الإ بالله العلي العظيم” وستجد نفسك سيطرت علي كل التفاصيل، وإتزنت في تصرّفاتك، أحزن كما شئت للمتوفي ولكن لاتدع الحُزن يطغي علي واقعيتك، خاصةً إذا كنت ليس من اهل المتوفي حتي لا ينطبق فيك المثَل الشهِير البقول: “سِيد البِكا صَبر، والجيران كَفر” لا تفرِط ولا تُبالِغ في الأشياء.

خامساً: أصل الحكاية أن الأمر ليس سُبق ولاشي، خلونا كُلنا نتفق علي إنو التصرفات دي ما هي منطقية وبقدر مايمكن أن نكون مُريحين حتي في مواساتنا لبعض، انا ك صهيب لمن يتوفي ليك زول قريب مابتصل في لحظتو دا مبدئي كدا وما اظن حد بقدر يغيّرو فيني الناس القريبين مني شديد يمكن أكتر ناس بعرفو الكلام دا كويس وبعرف إنو في جزء كبير من الناس فاهمني غلط في الحِته دي أو يمكن كمان بعتبروه عدم تقدير لكنه قناعاتي ومع كامل إحترام وجهات النظر وتقديري لها اراها موضوعية جدا ومريحة.

سادساً: أترك النقاشات الجانبية أثناء دفن الفقيد، وعندما يرن هاتفك أذهب به بعيداً، عندما تسُود الهدوء في المكان، لا تلغم الأجواء بحديثك السَمج والذي يسمعه الجميع ومزعجين منه، ولاتتجادل مع الذين يقومون بحفر المقبرة “اضرب هنا لاهناك شمال يمين والخ” من الاحاديث الذي تعودنا عليه دوماً كأن الأمر يحتاج لخُبراء بقدر ما انه يحتاج لقوة ومجهود بدني.

سابعاً: انا دائماً أتعمّد علي اني اتعامل كدا بديك مِساحة كافية لأنك تتصبّر وتروق من الصدمة الألمْ بِك ما بحب أكون عبئ علي أحد في أي لحظة بقدر ما إني بديك مساحة مُريحة ليك ولي أنا زاتي أقدر أعزي وادعي ليك لميّتك ونكسب حَسنات سوا، الحياة دي سَهلة شديد ماتعقّدوها بالتفاصِيل المُمِلّه دي، خلونا كدا في عادات كتيرة وممارسات إعتقد إنها خاطِئة غير موضوعية بنمارسا في حياتنا حتي في الظُروف الصَعبة والعادية دعونا نتخلّص منها سوا ونِاخد منو الشي الكويس مع الود والتقدير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

لا يمكنك نسخ هذا المقال لانه محمي بحقوق نشر قم بمشاركة المقال اذا ارت مشاركته في مكان اخر . وشكرا