طارق حسن خليل: هل أصبحت كرة القدم ضحية لصراع الحضارات ؟
اخبار السودان
.
اغلب المسلمين الذين يعيشون في الغرب يواجهون بصورة شبه يومية متاعب و مصاعب ما يسمى بصراع او اختلاف الحضارات.. سواءً بنفسه أو في قضايا تربية الأبناء في المدارس و رياض الأطفال.
أما في كرة القدم و منذ بروز شارة “مجتمع الميم” ك تريند في كرة القدم و ازدياد قوته .. ظهرت الفروقات اكثر حدة في هذا الأمر ..
تزامنت هذه الظروف مع قيام اكبر مناسبة كروية في العالم ذات الإهتمام الأكبر من جميع انحاء العالم حيث تكون عادة فرصة ذهبية يجب ألا تفوَّت لكل من يريد ابراز قضيته.. و شاءت الظروف و الأقدار ان تكون هذه المناسبة في بلد إسلامي عربي و هو قطر.
قطر واجهت صعوبات و تحديات ضخمة تخطتها بإصرار كبير تمثل في العمل على ايجاد توازن و حلول توفيقية للتجاذبات المختلفة بين اخوتها في العالم الإسلامي الذين كالوا لها تهم الإنحناء للغرب و التخلي عن القيم الاسلامية مع مراقبة لصيقة لاثبات هذه التهم، و بين العالم الغربي الذي يسيطر بثقافته التي تشكل جل ثقافة اللعبة خاصة في البطولات الكبيرة.
و في سياق متصل ظهرت اولى مبادئ ازدواج المعايير في العالم الغربي عندما بدأ اللاعبون بلبس اشارة علم اوكرانيا مع بداية الحرب هناك على الرغم من منع كل المظاهر السياسية و الايديولوجية في كرة القدم.
و الآن جاء اصرار كل الدول الغربية على ضمان حرية التعبير وخاصة لمجتمع الميم و أدخل معها حقوق العمال في قطر ثم جاء الحديث عن غلاء الأسعار و اعتبار هذه الأمور تقدح في أهلية قطر لاستضافة الفعاليات.
و ظهرت ذروة سنام هذا الأمر في صورة المنتخب الألماني قبل المباراة و التي أتت على أعقاب تصريحات معادية من مدربهم لتنظيم قطر للمونديال زادت من حدة الاستقطاب فتوحد العالم العربي بأسره خلف قطر..
في المانيا قد يتم تصوير هذا السلوك إعلامياً بالشجاع في كونه انتصاراً لحقوق العمال المساكين الذين تظلمهم قطر و لحقوق الانسان و الديمقراطية و اعتراضاً على قرار الفيفا الذي أعطى حق التنظيم لقطر ” التي من وجهة نظرهم فقط بسطوة المال ضمنت تنظيم المونديال و بطرق ملتوية” (مثال للخطاب الداخلي كما ذكرناه في البوست السابق).
هذا الاستقطاب الحاد و الصراع القيمي متوقع أن يبرز الى السطح في هذه الأيام لأن المونديال كما أسلفنا يجذب اهتمام العالم بصورة ضخمة و تكون المنافسة فيه على أشدها لتسويق قضايا معينة او الانتصار لمباديء بعينها.
السؤال المهم الآن الى أين تسير كرة القدم الأوروبية في تبنى قيم مجتمعاتها و الدخول في صراع مبادئ مع ثقافات أخرى ؟
و بالنسبة لنا، هل نمتنع عن مشاهدة كرة القدم الأوروبية بأسرها -كما امتنعت أنا عن دخول الإستادات بسبب السلوكيات ؟( لدي بوست قبل يومين عن هذا الموضوع).
و أخيراً ماذا عن مجتمعات كرة القدم لدينا ؟ هل هي نظيفة للدرجة التي تجعل الآباء يتركون أبناءهم باطمئنان فيها ليحققوا أحلامهم بأمان ؟ أم أن المسكوت عنه من سلوكيات في مجتمعاتنا هذه خطير لدرجة وجوب منع الأبناء من التقدم في اللعبة لهذه الأسباب
اسئلة تحتاج الى تفكير و إجابات من الجميع