الأمم المتحدة تحذّر من تصاعد التوتر في أبيي بسبب انتشار قوات جنوب السودان والدعم السريع
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء تزايد التوترات الأمنية في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، نتيجة انتشار قوات أمن تابعة لجوبا، إلى جانب ظهور عناصر من قوات الدعم السريع في المنطقة، في انتهاك لاتفاق الترتيبات الأمنية المؤقتة الموقع عام 2011.
جاء ذلك في تقرير قدمه غوتيريش إلى مجلس الأمن الدولي، يغطي الفترة من 2 أكتوبر 2024 حتى 15 أبريل 2025، تناول فيه تطورات تنفيذ ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة لأبيي (يونيسفا).
وأوضح التقرير أن قوات الأمن التابعة لجنوب السودان، وتضم أكثر من 600 جندي ورجل شرطة، لا تزال منتشرة في الجزء الجنوبي من المنطقة، مسجلة بذلك زيادة مقارنة بالفترة السابقة. كما أشار إلى إنشاء قوات الدفاع الشعبي التابعة لجيش جنوب السودان نقاط تفتيش ومواقع عسكرية جديدة، واحتلال مبانٍ مدنية تشمل ثلاث مدارس ومركز حماية مجتمعية، مما أعاق عمل الشرطة الأممية وقلص من الخدمات المقدمة للسكان المحليين.
وكشف التقرير عن وجود متزايد لعناصر من قوات الدعم السريع في شمال أبيي، حيث تم توثيق حالات تحرك مسلحين يرتدون زي الدعم السريع قرب قرى وداخل الأسواق، إضافة إلى حادثة اعتراض قافلة أممية في 28 فبراير الماضي بولاية غرب كردفان، واختطاف أربعة من جنود حفظ السلام وثمانية سائقين قبل إطلاق سراحهم لاحقاً دون إعادة المعدات المصادرة.
وأشار غوتيريش إلى أن النزاع المستمر في السودان أثّر سلباً على العملية السياسية الخاصة بمستقبل أبيي، كما أدى إلى تعطيل اجتماعات الآليات السياسية والأمنية المشتركة بين الخرطوم وجوبا منذ اندلاع القتال في أبريل 2023.
في المقابل، رحب التقرير بإبداء الحكومة السودانية استعدادها لاستئناف اجتماعات لجنة الرقابة المشتركة على المنطقة، داعياً حكومة جنوب السودان إلى التجاوب مع هذه الخطوة لتفعيل الآليات السياسية اللازمة.
وكانت اللجنة الإدارية لأبيي قد صادقت في ديسمبر 2024 على نتائج الاستفتاء الأحادي الذي نظمته قبيلة دينكا نقوك في 2013، والذي يقضي بضم المنطقة إلى جنوب السودان، وسط اعتراضات قوية من الخرطوم وزعماء قبيلة المسيرية الذين يرفضون أي نتائج دون مشاركة عادلة في الاستفتاء.
وحذر التقرير من أن استمرار التدخلات العسكرية وخرق الاتفاقيات الدولية من شأنه أن يُهدد الاستقرار في المنطقة ويقوّض جهود الأمم المتحدة في دعم السلام والتنمية في أبيي.