اضطرابات وعمليات نهب في نيالا على خلفية ورود خبر بمقتل عبد الرحيم دقلو
اضطرابات واسعة تضرب مدينة نيالا عقب احتجاجات عنيفة وإشاعات حول مقتل عبد الرحيم دقلوشهدت مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، يوم الأربعاء موجة عنف وانفلات أمني غير مسبوق، بعد اندلاع احتجاجات واسعة وسط عناصر من قوات الدعم السريع وجرحاها، على خلفية إشاعة عن مقتل قائد ثاني قوات الدعم السريع عبدالرحيم دقلو،
إلى جانب تذمّر عميق بسبب توقف صرف المستحقات المالية وانعدام الرعاية الطبية.فوضى في الشوارع ونهب للمحال والأسواقوأفاد شهود عيان بأن المدينة تحولت إلى حالة من الذعر العام،
حيث خرج مئات من جنود الدعم السريع بزي عسكري ومدني، وقاموا بإغلاق الشوارع الرئيسية وخلق حالة انفلات واسع، شمل نهب المحال التجارية والباعة المتجولين، إضافة إلى خطف الهواتف والاعتداء على المارة.وأوضح الشهود أن محيط الوحدة الطبية ومستشفى “يشفين” والسوق الكبير كان الأكثر تأثرًا بالاضطرابات، حيث شوهدت مجموعات مسلحة تتحرك بصورة عشوائية في الطرقات دون وجود قيادة واضحة
.انتشار واسع للجرحى ومعاقي المليشيا في محيط الاحتجاجات
وبحسب مصادر محلية، شارك آلاف الجرحى والمصابين من عناصر الدعم السريع في الاحتجاجات، وهم من الذين لم تُصرف لهم مستحقاتهم منذ عدة أشهر.
وتؤكد المصادر أن قيادة الدعم السريع قامت خلال الأيام الماضية بصرف استحقاقات لثلاثة آلاف جريح فقط من أصل 21 ألف، الأمر الذي فجر موجة غضب واسعة داخل صفوف المقاتلين الجرحى.وتظهر في شوارع نيالا أعداد كبيرة من المصابين، بعضهم فقد أطرافه وآخرون يستخدمون العصي في الحركة، وسط غياب شبه كامل لأي خدمات طبية أو رعاية تعويضية، وهو ما عمّق حالة السخط تجاه القيادة العسكرية للمليشيا.
الشرطة العسكرية عاجزة عن احتواء الفوضى
وأكدت المصادر أن وحدات من الشرطة العسكرية حاولت التدخل لاحتواء الانفلات الأمني، إلا أنها عجزت عن التمييز بين الجناة والعسكريين، بسبب انتشار عناصر الدعم السريع بكثافة وارتدائهم نفس الزي العسكري.وأدى هذا الارتباك إلى اتساع دائرة الفوضى، حيث تعرض سوق التلفونات وأحياء وسط المدينة لعمليات نهب وسلب وتكسير زجاج السيارات والركشات
.اشتباك بين الإشاعات والواقع الميداني
وأشارت المعلومات المتداولة في المدينة إلى أن شرارة الأحداث انطلقت بعد انتشار خبر غير مؤكد عن مقتل عبدالرحيم دقلو، قبل أن تتوسع الاحتجاجات لتشمل مطالب مادية وحقوقية تتعلق بعجز قيادة المليشيا عن سداد المتأخرات وتوفير العلاج
.ويرى مراقبون أن هذا المشهد يعكس حجم التصدع الداخلي داخل قوات الدعم السريع، خصوصًا في الولايات التي تضم أعدادًا كبيرة من المقاتلين المصابين الذين يشعرون بإهمال واضح من قيادتهم.